close
close
jamalouki.net
إشتركي في النشرة الالكترونية

مقابلة مع المدربة والمغامرة تيما دريان: هدفها القمم

مقابلة مع المدربة والمغامرة تيما دريان: هدفها القمم

نساء ناجحات في شتّى المجالات، نحاورهنّ للتعرّف عليهنّ عن قرب وعلى مسيرتهنْ، تجاربهنّ وإنجازاتهنْ، ليكنّ مصدر إلهام ودعم لكلّ النساء. في هذا العدد، حاورنا مدرّبة طريقة التفكير، المتحدّثة، المؤلّفة والمغامرة اللبنانيّة Tima Deryan التي عادت مؤخّراً من القطب الجنوبيّ، لتصبح أوّل امرأة لبنانيّة تتزلّج هناك والتي عرفت أيضاً بتسلّقها القمم السبعة الأعلى في العالم.

كيف كانت التحضيرات والتدريبات لتجربة التزلّج في القطب الجنوبيّ؟
يعتبر التزلّج في القطب الجنوبيّ رحلة استكشافيّة صعبة وخطيرة، تتطلّب استعداداً جسديّاً وعقلياً بتدريب مكثّف. من أهمّ الأمور التي كان عليّ مراعاتها:

  • اللّياقة الجسديّة: التزلّج في القطب الجنوبيّ يستدعي قدرة عالية من التحمّل. أحرص عادة على الجمع بين تمارين الأيروبيكس والأنايروبكس لتقوية القلب، ما يسمح بتحقيق إنجاز أهمّ بجهد أقلّ. هذا ما يعزّز قدرتي ويسمح لي بالتزلّج طوال 8 ساعات.
  • تجارب التزلّج: تزلّجت في أنواع مختلفة من التضاريس والثلوج، لأتأكّد من قدرتي على التعامل مع مختلف التحدّيات.
  • الطقس البارد وتجربة المرتفعات: خبرة 8 سنوات في تسلّق الجبال سمحت لي بالاستعداد للتزلّج في القطب الجنوبيّ على ارتفاع 3000 م. من الضروريّ أن نكون على علم بآثار البرد على الجسم ونتمتّع بالخبرة اللّازمة للتعامل معه.
  • التحضير الذهنيّ: تتطلّب هذه الرحلة مستوى عالياً من الصلابة الذهنيّة، التركيز والتصميم. ممارسة تمارين التأمّل وتحديد الأهداف يساعدان إلى حدٍّ كبير، كما ساعدني الغطس في الجليد على تعزيز قوّتي الذهنيّة ومنحني قدرة عالية على تحمّل الألم.

مقابلة مع المدربة والمغامرة تيما دريان: هدفها القمم

هل كانت هناك أوقات شعرتِ فيها أنّكِ لن تكوني قادرة على المتابعة؟
مررت بأوقات مماثلة في فترات سابقة من مسيرتي في تسلّق الجبال، حيث كنت لا أزال أعمل على بناء قوّتي الذهنيّة والجسديّة. خلال رحلتي إلى القطب الجنوبيّ، لم يكن لديّ أيّ شكّ، وكنت أدرك تحديداً ما عليّ فعله، حين يحاول عقلي إقناعني بأنّي لن أتمكّن من المتابعة. لقد ساعدتني التقنيّات التي عملت عليها على المضيّ قدماً وعلى تخطّي أيّ صعاب في حياتي.

إلى جانب اللّياقة البدنيّة، كيف تستفيدين من تسلّق الجبال؟
تسلّق أعلى القمم والتزلّج في القطب الشماليّ وفي القطب الجنوبيّ مشاريع وضعتها لنفسي، بعدما أدركت ما حقّقته بفضل تسلّق الجبال. قرّرت أن أستخدم ذلك لأحدث تغييراً إيجابيّاً. لم أبدأ المشروع أبداً، حفاظاً على لياقتي الجسديّة ورشاقتي، فأنا أعشق الرياضة أصلاً. بدأت بهذه التجربة لعشقي للاستكشاف والمغامرة. ساعدني ذلك أن أظهر أفضل ما عندي وأن أصبح النسخة الفضلى عن ذاتي. سمح لي ذلك أيضاً بالسفر حول العالم وتعلّم الأفضل، لا من الجبال فحسب، إنّما أيضاً من مختلف المجتمعات. اليوم، أسعى لأن أردّ للجبال شيئاً ممّا قدّمته لي، تعبيراً عن امتناني، وأعمل على ذلك من خلال التدريب الذهنيّ، ورش عمل وجلسات حوار تحفيزيّة، كما أطلقت علامة تجاريّة للأزياء لنشر ملايين المدافعين عن حقوق المرأة حول العالم. هذا، وقمت بتأليف كتاب للأطفال لتشجيعهم على الحلم والطموح ودعوتهم إلى عدم الاستسلام في أيّ ظرف من الظروف.

مقابلة مع المدربة والمغامرة تيما دريان: هدفها القمم

شكّل تسلّق الجبال جزءاً أساسيّاً من حياتكِ. كيف ولد هذا الشغف؟
لطالما كنت رياضيّة، أمارس هوايات الغطس، القفز بالمظلّات واستمتعت بالـ Bungee Jumping. إلتحقت بفريق كرة السلّة في المدرسة ومارست رياضة السباحة أيضاً. كنت أرغب باحتراف رياضة ما، من دون أن أدرك ما هي. إلتقيت شخصاً حدّثني عن تجربته في تسلّق جبل إيفرست وذكّرني برحلة كنت قد قمت بها مع عائلتي إلى النيبال، عندما كنت بعمر 14 سنة. تذكّرت كيف حلّقت فوق جبال الهيملايا وجبل إيفرست. قرّرت العودة في يوم من الأيّام. بدأت في أعلى جبال أوروبا Elbrus. بعد ذلك، أدركت أنّ جسمي معدّ لتسلّق الجبال، وأنّه رياضة يمكن أن أبرع فيها. لذلك، توقّفت عن ممارسة كافّة أنواع الرياضة المتبقيّة للتركيز على تسلّق الجبال، بما في ذلك القمم الـ 7 وإيفرست.

بين كلّ الأماكن التي زرتِها والمغامرات التي خضتِها، ما المغامرة التي لا يمكن أن تنسيها؟
تسلّق جبل إيفرست تجربة لا يمكن أن أنساها، لأنّني أمضيت شهرين في الجبل، وكانت تلك من أجمل مراحل حياتي وأكثرها سعادة.

مقابلة مع المدربة والمغامرة تيما دريان: هدفها القمم

ما كانت أصعب التحدّيات التي واجهتِها؟ وكيف تغلّبت عليها؟
أصبت بالتهاب في الشعب الهوائيّة أثناء تسلّق جبل إيفرست وكنت أعاني سعالاً حادّاً. كنت عاجزة عن التسلّق، لكنّي كنت مجبرة على التحمّل والاستمرار. طُلب منّي الانسحاب! لكن بدلاً من ذلك، فضّلت الاستراحة عند مستوى ارتفاع أقلّ وتناول أدويتي. إسترحت جيّداً، لكنّ عقلي كان يحفّزني على المضيّ قدماً والعودة. بالفعل، عدت إلى المخيّم الأساسيّ أكثر صلابة. كنت على استعداد للتوجّه إلى القمّة وعرفت أنّي لن أستسلم أبداً. النظرة الإيجابيّة وإدراكي لوجود وسيلة ما، عنصران يعيدانني دائماً إلى المواجهة.

ما النصيحة التي تقدّمينها للجيل القادم من الرياديّات؟
أنصحهنّ بألّا يخشين الأحلام الكبرى والسعي وراءها. قد يحاول الكلّ نقل مخاوفه إليهنّ، لكن من المهمّ أن يتعرّفن إليها ويمنعنها. كوني كما تحلمين بأن تكوني في هذا العالم كامرأة، من دون التفكير بنظرة الآخرين. تذكّري دوماً أنّه في كلّ مرّة تدافعين عن نفسكِ، في الوقت نفسه، تدافعين عن كافّة النساء وتمهّدين الطريق لهنْ. إستمرّي بكسر الحواجز، لأنّكِ أقوى ممّا تظنين.

مقابلة مع المدربة والمغامرة تيما دريان: هدفها القمم

ما تجربتكِ المقبلة؟
وضعت خطّة لأتمّم بطولة Explorer Grand Slam. أمامي مغامرة إضافيّة واحدة لأحقّق ذلك. قريباً سوف أتزلّج في القطب الشماليّ.

ما شعاركِ في الحياة؟
احلمي بلا حدود ولا تستسلمي أبداً.

مفاتيح