أعراض نقص فيتامين د، اسبابه وأهم طرق علاجه

يعتبر فيتامين د من أهم الفيتامينات التي يحتاجها الإنسان، وليس غريباً انه أطلق عليه لقب اسم فيتامين الشمس نظراً لأنه المادة الغذائية الوحيدة التي ينتجها الجسم عند تعرضه لأشعة الشمس، ولأهميته الكبيرة في تقوية بنية الجسم، وجهاز المناعة وتحسين الحالة النفسية والمزاجية للشخص. ينتمي فيتامين د الى فئة الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون، ويحتاج الجسم كمية محددة منه يومياً كباقي أنواع الفيتامين. لذلك، فإن أي نقص من هذا الفيتامين يسبّب العديد من المشاكل الصحية.

إن نقص الفيتامين د قد يأتي في حال لم تتناولي مأكولات غنية به وبشكل كافي، وخصوصاً إذا كنتِ تتّبعين نظاماً غذائياً نباتياً، لأن معظم المصادر الطبيعية تعتمد على الحيوانات، بما في ذلك الأسماك، زيوت الأسماك، صفار البيض، الحليب، سمك السالمون، السردين، الفطر، سمك التونة.

بما أن الجسم كلّما تعرّض لأشعة الشمس من 10 إلى 30 دقيقة مرّات عدّة في الأسبوع، كلّما أنتج الفيتامين د. لكن قد لا يحصل الجسم على الكمية المناسبة من هذا الفيتامين، في حال كنتِ لا تتعرّضين كثيراً للشمس وخصوصاً في فصل الشتاء، حيث يمكن أن يكون نقص فيتامين د أكثر انتشاراً بسبب قلة ضوء الشمس المتاح.

مع التقدّم في السن، تصبح الكلى أقل قدرة على تحويل فيتامين د إلى شكله النشط، مما يزيد من خطر نقص فيتامين د. بمعنى آخر، يقلّل هذا المرض من كمية أنزيمات معينة مثل 1-ألفا-هيدروكسيلاز من الكليتين، التي يحتاجها جسمك لتغيير فيتامين د إلى الشكل الذي يمكنه استخدامه. يؤدي نقص أي من هذه الأنزيمات إلى عدم الحصول على المستوى الكافي من الفيتامين د النشط في جسمكِ.

غالباً ما يرتبط انخفاض مستويات فيتامين د بمؤشر كتلة الجسم الذي يزيد عن 30. أحد الأسباب المحتملة هو أن فيتامين د يتراكم في الخلايا الدهنية، لذلك يكون تداوله في جميع أنحاء الجسم أقلّ إذا كان لدى الشخص المزيد من الخلايا الدهنية. ولكن ما تزال تستمر الأبحاث في هذا المجال لتوضيح الآلية المسؤولة عن العلاقة بين السمنة وانخفاض فيتامين د.

مصدر الصورة: istock

ما هي اعراض نقص فيتامين د؟ سؤال تطرحه الكثيرات خصوصاً أن هذا الفيتامين يلعب دوراً مهماً في عدد كبير من العمليات الحيوية في الجسم، ويشكّل نقصه خطراً كبيراً على صحة الإنسان. تعرّفي في ما يلي على علامات نقص فيتامين د في الجسم.

يرتبط نقص vitamin d بضعف وتساقط الشعر، حيث يعمل هذا الفيتامين على تنظيم سرعة الجينات التي تقوّي نمو بصيلات الشعر بشكل طبيعي مما يمنع تساقطه. ربطت إحدى الدراسات أيضاً انخفاض مستويات فيتامين د بالثعلبة البقعية، وهو مرض مناعي ذاتي يتميّز بتساقط الشعر الشديد. من جهة أخرى، أجريت دراسة على 48 شخص يعانون من الثعلبة، تناولوا شكل اصطناعي من الفيتامين د موضعياً لمدة 12 أسبوعاً، ممّا أدّى إلى زيادة نموّ الشعر بشكل ملحوظ.

على ما يبدو أن الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة هم أكثر عرضة لانخفاض مستويات فيتامين د، وذلك مقارنةً مع الأشخاص الذين تقع أوزانهم ضمن نطاق مؤشر كتلة الجسم "الطبيعي". هذا الأمر دفع البعض إلى الإشارة إلى أن انخفاض مستويات فيتامين د قد يسبب زيادة الوزن. في إحدى الدراسات، تم إعطاء بعض النساء 25 ميكروغرام من فيتامين د و البعض الآخر دواء وهمي كل يوم لمدة 12 أسبوع. بحلول نهاية الدراسة، فقدت النساء اللواتي تناولن الفيتامين د، 2.7 كيلوغرام من الدهون، مقارنةً مع تلك السيدات اللواتي تناولن الدواء الوهمي وخسرن فقط 0.5 كيلوغرام. لكن طبعاً، ما تزال الدراسات قيد المراجعة لإثبات العلاقة الوثيقة بين نقص الفيتامين د وزيادة الوزن.

يمكن أن يؤدي نقص فيتامين د إلى الشعور بألم في العضلات وضعفها. لذلك إذا كنتِ تعانين من الكثير من وجع العضلات وغير متأكّدة من السبب، فاستشيري طبيبكِ على الفور، للتأكّد ما إذا بسبب نقص الفيتامين د أم لا. وجدت إحدى الدراسات أن الأشخاص الذين يعانون من التهاب المفاصل وآلام العضلات، لديهم مستويات أقل من فيتامين د مقارنة بالأشخاص الذين لا يعانون من هذه المشاكل.

أحد أهم أدوار فيتامين د هو الحفاظ على نظام المناعة قوياً حتى تتمكن من محاربة الفيروسات والبكتيريا المسببة للمرض. لذلك، نقص فيتامين د قد يكون عاملاً في الإصابة بأمراض نزلات البرد والإنفلونزا. كما يزداد خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين عند نقص فيتامين د في الجسم، حيث أن فيتامين د يكون مسؤولاً عن إمتصاص الخلايا العضلية المختلفة في الجسم، وتتأثر هذه الخلايا عندما لا يتوفر امتصاص فيتامين د. بالإضافة إلى أن نقص فيتامين د يؤدي إلى الإصابة بمرض السكري.

وجدت دراسات عدّة أن العديد من الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب لديهم أيضاً مستويات منخفضة من فيتامين د في الدم. هذا الأمر قد يجعل العديد من الأطباء يمنحون مرضاهم أدوية لعلاج الإكتئاب مصحوبة بمكملات فيتامين د لتخفيف المرض في أقرب وقت ممكن. أوجدت بعض الدراسات أن مكملات الفيتامين د، لها تأثير كبير في المساعدة في التقليل من أعرض الإكتئاب.

مصدر الصورة: istock

التعب المفرط والإرهاق قد يكون إشارة لنقص vitamin d. كما يلاحظ نقص فيتامين د في عدم القدرة على بذل أي مجهود والإحساس بالنعاس الدائم. ربطت إحدى الدراسات التي أًجريت على 480 من كبار السن، نقص فيتامين د بأعراض التعب. بالإضافة إلى ذلك، أشارت دراسة أُجريت على 39 طفلاً إلى الرابط الذي يجمع بين انخفاض مستويات فيتامين د وعدم الحصول على ساعات كافية من الراحة والنوم.

يحتاج الأطفال حتى سنّ 12 شهراً إلى 8.5 حتى 10 ميكروجرام من فيتامين د يومياً أو 400 وحدة دولية، فيما تصل الكمية الموصى بها من فيتامين د من عمر سنة الى 70 سنة الى 600 وحدة دولية. طبعاً هذه الكمية يمكن أن تحصلي عليها إمّا عن طريق مكملات فيتامين د أو من خلال تناول المأكولات الغنية به

بالنسبة لبعض النساء، قد يكون تناول مكملات فيتامين د في الصباح، هو أفضل طريقة لضمان الحصول على كمية كافية منه. طبعاً يجب استشارة الطبيب حول الكمية المناسبة لكِ، حتى لا تتعرّضي لأية مشاكل صحية لاحقاً، لأن كلّ ما زاد عن حدّه بمعنى نقص.

من الضروري اتّباع نظام عذائي صحي يرتكز على مأكولات صحية غنية بالفيتامين د. من أبرز مصادر هذا الفيتامين الغذائية هي الحليب، سمك السالمون، صفار البيض، الجبن، التونة المعلبة، السردين المعلب، المحار، الفطر وغيرها.